علماء جامعة نيوكاسل و قفزة جديدة في منع انتقال الأمراض الوراثية


خبر جميل عملت به عن طريق منظمة Babel Family صاحبة المشروع الدولي لمكافحة مرض عصبي اسمه فريدريك أتاكسيا و التي أتطوع لترجمة المقالات و الأخبار العلمية باللغة العربية لها على هذا الرابط..

http://www.babelfamily.org/ar/

تلخيص الموضوع ببساطة كالتالي و يمكن فهمه من الصورة:



من المعروف أن المادة الوراثية DNA تتواجد في نواة الخلية و تنتقل عن طريقها الصفات الوراثية من الأب و الأم إلى الجنين بعد إندماج الخلية الذكرية و الأنثوية.

بالإضافة إلى ذلك تتواجد بعض الصفات الوراثية لوجود كمية من الDNA ضئيلة جدًا داخل إحدى عضيات الخلية المسماة بالميتوكوندريا و هي المسئولة بشكل رئيسي عن تنظيم الطاقة في الخلية.

في بعض الأحيان تنتقل أمراض وراثية من خلية بويضة الأم عن طريق الميتكوندريا هذه لأن خلية الأم هي التي تكون مسئولة عن نموالجنين في مراحلة المختلفة بعد الإخصاب.

و ما فعله العلماء هو التخلص من هذه الميتوكوندريا ذات المادة الوراثية المعطوبة إذا عرف أنها تحمل جين لمرض وراثي و إدخال ميتكوندريا جديدة ذات مادة وراثية سليمة و لكن من خلية بويضة أخرى لا تخص الأم.

((و لهذا السبب)) مازالت هناك أبعاد أخلاقية كثيرة في الموضوع كون أن الجنين عمليًا هو جنين لثلاثة أفراد حتى و إن كان جزء المادة الوراثية المنقول لتصحيح المشكلة ضئيل جدًا و لكن الفكرة نفسها علميًا مذهلة حتى الآن.

ما يميز الخبر بالإضافة إلى الإنجاز العلمي الهائل هو أنه من جامعة نيوكاسل، أشتاق كثيرًا إلى أيامها التي حضرت فيها في العام الماضي مدرسة صيفية عن التكنولوجية الحيوية و الأحياء الجزيئية بكلية الأحياء.

الجامعة واقعة في شمال شرق إنجلترا و تعد من أكثر جامعات إنجلترا شعبية و عراقة. و بالطبع أشعر بسعادة بالغة إضافية لخبر كهذا :)!
-------------------
روابط الخبر بالإنجليزية:

http://www.sciencemediacentre.co.nz/2010/04/15/dna-transfer-prevents-mitochondrial-disease-in-humans/

http://www.guardian.co.uk/science/2010/apr/14/scientists-gene-swap-technique-disease

الخبر من BBC العربية:

انتعاش الآمال في التوصل إلى علاج لتشوهات الحامض النووي DNA

تمكن العلماء في جامعة نيوكاسل البريطانية من تخليق أجنة تحتوي على الحمض النووي من رجل وامرأتين. ويقول العلماء إن نتائج أبحاثهم التي نشرت في مجلة نايتشر Nature، يمكنها مساعدة الأمهات اللاتي يعانين من اضطرابات وراثية نادرة تجعلهن غير قادرات على إنجاب أطفال أصحاء. والهدف هو منع تلف الحمض النووي فيما يعرف بـ"الميتوكوندريا"، وهي بمثابة بطاريات" تنقل الطاقة إلى الخلايا.

إلا أن عيادات أطفال الأنابيب والتلقيح الاصطناعي غير مسموح لها بعد بتطبيق هذا الاكتشاف العلمي.

ويولد حوالي واحد من 200 طفل سنويا، بتشوهات في الحمض النووي.وفي معظم الحالات يؤدي هذا إلى الاصابة بمرض بسيط، وأحيانا من دون أعراض. ولكن واحدا من كل 6500 طفل يولد بمرض في الميتوكوندريا، مما يمكن أن يسبب أضرارا خطيرة ومميتة في كثير من الأحيان، بما في ذلك ضعف العضلات، والعمى، وقصور عضلة القلب.

وقد طور العلماء تقنية من شأنها أن تسمح لهم باستبدال الميتوكوندريا المريضة خلال عملية التلقيح الاصطناعي.
وتستخدم الأبحاث، الممولة من قبل الحملة ضد ضمور العضلات، ومجلس البحوث الطبية، وويلكوم ترست، بويضات ملقحة حديثا من خلال التلقيح الاصطناعي. وتتم إزالة النوى الموجودة في الحيوانات المنوية للأب وبويضة الأم، والتي تحتوي على الحمض النووي للوالدين، تاركة وراءها الميتوكوندريا المعتلة. وتوضع هذه النوى في بويضة أخرى أزيلت منها النواة، إلا أنها تحتفظ بمادة الميتوكوندريا.

ويحتوي هذا الجنين الجديد على جينات من كلا الأبوين بالاضافة الى كمية ضئيلة من الحمض النووي من البويضة المانحة.

عقبات قانونية

مجموعة علماء جامعة نيوكاسل تمكنوا من تخليق ما مجموعه 80 من الأجنة بهذه الطريقة. وقد تم تنمية هذه الأجنة في المعمل لمدة ثمانية أيام، بترخيص من قبل جمعية الخصوبة البشرية وعلم الأجنة.ويخطط فريق العلماء لاجراء المزيد من الدراسات للتأكد من سلامة وكفاءة هذه التقنية. ويمنع القانون حاليا استخدام هذه التقنية في علاج أمراض نقص الخصوبة. وكانت السلطات قد رفضت منح ترخيص لإجراء الدراسة في مناسبتين قبل أن تمنح هذا الترخيص قبل نحو خمس سنوات.

ويقول خبير أخلاقيات العلوم، الدكتور دونالد بروس، المدير السابق لجمعية الدين والتكنولوجيا في كنيسة اسكتلندا، إن هذه الأبحاث أثارت بعض القضايا الأخلاقية الهامة، كما لفتت الأنظار إلى المخاطر المحتملة. وهو يقول: "إذا ما بدأنا في تطبيق نتائج أبحاث جامعة نيوكاسل، فمن الضروري تطبيقها طبقا لضوابط صارمة للغاية، وفقط في حالة احتمال ظهور مرض خطير".

ويوضح أن الأمر يثير مشاكل أخلاقية عدة، بما في ذلك المخاطر التي تهدد سلامة الأطفال، ووجود حمض نووي من اثنتين من الأمهات، وحدوث تغييرات وراثية للأطفال الذين لم يولدوا بعد.

'وقت متأخر جدا'

فريق نيوكاسل يقول إن الحمض النووي من امرأة ثانية لن يحتوي إلا على جينات قليلة، بالمقارنة مع ما لا يقل عن 23 ألف من الجينات الموروثة من أحد الوالدين. ولكن على الرغم من أن التغيرات الجينية التي تنتجها هذه التقنية ستكون صغيرة، فإنها تكون دائمة وستنتقل جيلا بعد جيل.

ورثت برناردي شارون، البالغة من العمر 44 عاما، من والدتها، مرضا في الميتوكوندريا. وقد أدت هذه الحالة المرضية إلى وفاة ستة من أطفالها، ماتوا جميعهم بعد أيام قليلة من الولادة. ولم يبق لها سوى طفل واحد على قيد الحياة، هو إدوارد، البالغ من العمر 20 عاما، لكنه يعاني من مرض خطير في الميتوكوندريا ويحتاج إلى رعاية مستمرة.

تقول شارون : "كان أمرا مدمرأ ان أفقد أولادي، وهذا حدث مرارا وتكرارا. أشعر أنني محظوظة بالحصول على إدوارد، ولكن لديه مشاكل صحية خطيرة جدا نتيجة لخلل في الحمض النووي".وتضيف "سيكون الأمر متأخرا جدا بالنسبة لي، ولكن سيكون من المدهش أن يتمكن العلماء من الحيلولة دون وقوع ما حدث معي في المستقبل بحيث لا يتعرض الآخرون لما تعرضت له من تجربة أليمة".

http://www.bbc.co.uk/arabic/scienceandtech/2010/04/100414_ae_metachondria-tc2.shtml

تعليقات

‏قال sal
شكرا للمعلومات المفيدة

واحيى جهدكم الطيب
خبر رائع يا الشيماء .. وأود أن أشيد بتبسيطك للخبر ، فالخبر في العربية كان مصاغ بلخبطة وتعقيد شديد وسيء .. لكن شرحك كان رائع ومفهوم ..

أستمري ..
‏قال -_-
العقبات القانونية و الدينية هتقيد العمل بتلك التقنية في العالم العربي

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أمل جديد في علاج مرض وراثي عصبي بالخلايا الجذعية

الأغذية المعدلة وراثيًا (1) Genetically Modified food

Microbial Biotechnology التكنولوجيا الحيوية و الكائنات الدقيقة(1)